غير مصنف

شبح الحرب يخيم على المنطقة


 

شفقنا-على مدى الأشهر الثلاثة الماضية، أظهرت جميع الأطراف المعنية، سواء الولايات المتحدة وإسرائيل أو حماس وإيران والجماعات المتحالفة معها، بأنها غير مستعدة لتوسيع نطاق الحرب في غزة. هذا وما زال يبدو أن الإحجام عن توسيع نطاق الحرب يحظى بتأييد الجميع.

وفي الوقت نفسه، وبالنظر إلى سير الأحداث ونتيجة التطورات الأخيرة، والتي هي نتيجة لتأثير عوامل مختلفة، ليس من الواضح أن هذه القناعات ستتبع دائما إرادة ورغبة الجهات الفاعلة. فحوادث مثل الهجوم على السفن في البحر الأحمر، واغتيال رضي موسوي في سوريا وصالح العاروري في الضاحية، مركز قوة حزب الله، والهجوم الإرهابي في كرمان الذي اعتبره البعض في إيران عملا إسرائيليا، والهجوم الأمريكي على أحد قادة حركة النجباء في بغداد، وغيرها من الاشتباكات العديدة بين الولايات المتحدة والحشد الشعبي، تزايدت في الأسابيع الأخيرة. ويشكل تحرك الحوثيين في البحر الأحمر عاملا مهما آخر أدى إلى رفع مستوى التوتر.

وتحاول أمريكا في الأيام الأخيرة إرسال إشارات تشير إلى احتمال القيام بعمل عسكري ضد مراكز ما في اليمن. ومن بينها الهجوم على ثلاثة زوارق عسكرية يمنية نهاية الأسبوع الماضي والبيان التهديدي الذي أصدرته الولايات المتحدة و12 دولة أخرى ضدهم. وقد جعلت مثل هذه الحوادث شبح الحرب الإقليمية أكثر وضوحا من أي وقت مضى في الأشهر الثلاثة الماضية.

بتجنب حرب إقليمية 

  ومع ذلك، فيما يتعلق بتجنب حرب إقليمية، يبدو أن حسابات أي من الأطراف الفاعلة على جانبي الصراع لم تتغير. ومع ذلك، لا يرغب أي من الطرفين في التورط في حرب إقليمية.

لكن السؤال هو لماذا بدأت إسرائيل وأميركا بتحركات عسكرية جديدة في الأسبوع أو الأسبوعين الأخيرين، وأهمها ما ذكرنا أعلاه. 

هذه التحركات الجديدة التي زادت من مستوى عدم الاستقرار وعدم القدرة على التنبؤ بالوضع، يمكن أن يكون سببها عوامل منها:

1-لقد تغيرت ظروف إسرائيل، وخاصة حكومة بنيامين نتنياهو، بشكل دفعها إلى المغامرة وقبول المخاطر العالية. مشكلة إسرائيل هي أنها خلال الأشهر الثلاثة الماضية، ورغم ارتكابها جرائم غير مسبوقة في غزة والانتقادات المستمرة من الرأي العام الدولي والحكومات والمؤسسات الدولية على هذه الجرائم، فإنها لم تحقق أي نصر يمكن تقديمه للرأي العام الإسرائيلي. ولا يزال الرهائن الإسرائيليون، باستثناء بعض الذين تم إطلاق سراحهم عبر المفاوضات، في أيدي حماس. ولا تزال قوات حركتي حماس والجهاد تحافظ على قدراتها التنظيمية والقتالية في قطاع غزة وتشتبك مع القوات المعتدية، ورغم تراجع إطلاق الصواريخ من غزة نحو إسرائيل إلا أنه ما زال مستمرا.

شعبية نتنياهو 

وعلى الرغم من الوضع الصعب في غزة، لا توجد علامة على انخفاض الدعم لحماس في غزة والضفة الغربية. في مثل هذا الوضع، واجهت الحكومة الإسرائيلية، وخاصة اليمينيين المتطرفين في إسرائيل ونتنياهو شخصيا، انتقادات واسعة النطاق في الداخل والخارج، ومن بين أمور أخرى، انخفضت شعبية نتنياهو في استطلاعات الرأي إلى حوالي 15%. كما أدى إلغاء المحكمة العليا في إسرائيل لخطة الحكومة للإصلاحات القضائية إلى جعل الوضع أكثر صعوبة بالنسبة للحكومة اليمينية، التي تتمتع بأغلبية هشة في البرلمان.

في مثل هذا الوضع، من الممكن أن يكون نتنياهو يبحث عن «إنجاز» آخر خارج غزة ليقدمه لقاعدته الانتخابية ويخفف الضغط السياسي في الداخل، ولهذا الغرض بدأ سلسلة من المغامرات الخطيرة.

2-هناك عامل مهم آخر يمكن أن يكون السبب وراء مغامرات إسرائيل الأخيرة، وهو تقييم حكومة نتنياهو لاستمرار ضبط النفس لدى المسؤولين الإيرانيين والجماعات القريبة من إيران وإحجامهم عن الانخراط في صراع واسع النطاق. والحقيقة هي أنه في الأشهر القليلة الماضية، وجهت إيران وهذه الجماعات تهديدات، لكنها لم تتخذ أي إجراء للرد على التهديدات.

من جهة أخرى، يفترض أن بالنظر إلى ظروف لبنان، بما في ذلك الأزمة المالية والاقتصادية العميقة التي تعيشها البلاد ومعارضة التيارات اللبنانية الأخرى والمؤسسات السياسية للحرب التي قد تؤدي إلى انهيار لبنان، فضلا عن مستقبله السياسي، فإن يد حزب الله ليست مفتوحة كثيرا.

إضافة إلى ذلك، أصبح واضحا خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة عدم رغبة الحكومة السورية في التورط في هذه الأزمة بأي شكل من الأشكال.

3-الإعلان الرسمي عن انسحاب آلاف من الجنود الإسرائيليين من غزة خلال الأسابيع القليلة المقبلة وانتهاء مرحلة من حرب غزة واستمرارها “كحرب منخفضة الحدة” كما يجب أخذ بعض الشائعات حول إمكانية تمركز الجنود الإسرائيليين على الحدود اللبنانية، بعين الاعتبار. ومن المحتمل أن تفتح إسرائيل يديها في المرحلة الجديدة لاعتداءات أخرى، معتقدة اجتياز المرحلة الأولى من حرب غزة.

وربما تكون هذه العوامل هي التي دفعت المحللين الإسرائيليين إلى استنتاج أن جبهة المقاومة ليست مستعدة لزيادة مستوى الصراعات، التي من المرجح أن يصاحبها تدخل أميركي.

وقد تكون العوامل المذكورة أعلاه سببا في أعمال مثل الاغتيالات الأخيرة في دمشق والضاحية، مركز قوة حزب الله، والإجراءات الأميركية الأخيرة ضد بعض الجماعات العراقية، وقد تستمر مثل هذه الاعتداءات والمغامرات في المستقبل. مع افتراض أنه سيكون من الممكن الحفاظ على هذا التوازن في الأشهر الثلاثة الماضية.

ومع ذلك، فإن الواقع هو في الفترة الحالية، فإن احتمال حدوث تصادم جماعي، سواء كان مقصودا أو عرضيا، أعلى بكثير من أي وقت مضى خلال الأشهر الثلاثة الماضية. في الوضع الذي نواجه فيه الآن مجموعة واسعة من التحركات العسكرية على المستوى الإقليمي ووجود جهات فاعلة متنوعة بدوافع مختلفة، فإن مجرد سوء تقدير أو خطأ في نقل الرسالة أو وقوع حادث قد يتسبب في فقدان صناع القرار الرئيسيين السيطرة على الأمور.

المصدر: موقع جماران

————————

المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

النهاية

 



Source link

زر الذهاب إلى الأعلى