غير مصنف

جرائم الاحتلال سَتُنشئ جيلاً يحمل قدراً مضاعفاً من الرغبة في تقصير عمر العدو


وكالة مهر للأنباء_ وردة سعد: ملحمه تاريخية تصنع بأيدي أبناء فلسطين المحتلة والمقاومين الشرفاء في دول محور المقاومة، الذين اصبح لديم معرفة بأساليب العدو الملتوية بالكذب والاضاليل وتزييف الحقائق كما يحصل في مستشفى الشفاء، وصار العالم اجمع يعي ويعرف بأن العدو يعرض انتصارات زائفه وإنجازات إجرامية قائمة على مئات المجازر بحق الاطفال والنساء.

وفي هذا الصدد قال المرصد الأورومتوسطي: القوة النارية التي استخدمتها “إسرائيل” في حربها على غزة تعادل 3 قنابل نووية.. ورغم كل هذا لم ولن تلتزم “اسرائيل” بأي قرار دولي لان مظلتها هي الإدارة الاميركية.

وعن نتائج هذه الجرائم، رأى ممثل حركة حماس في الجزائر، الأستاذ يوسف حمدان، أن العدو بنى في هذه المعركة جدارً من الدم لن يزيله الا زوال الإحتلال، مضيفاً: “إن مشاهد استهداف الأطفال ستبقى في الوعي الفلسطيني والوعي الجمعي كذكرى على مستوى إجرام الاحتلال، الأمر الذ سيخلق جيلاً يحمل في عقيدته الوطنية والقتالية معاني التحدي والانتقام لدماء الأطفال والنساء، وسينقلب هذا المستوى من الدموية وبالاً على العدو لينشأ جيل يحمل قدراً مضاعفاً من الرغبة في التحرر وتقصير عمر العدو على أرضنا.

وأضاف المسؤول الفلسطيني: “غزة التي خرج منها العدو الصهيوني عام 2005 بعد ان أصبح غير قادر على تحمل كلفة البقاء على أرضها؛ في الوقت الذي لم تكن فيه المقاومة تمتلك ما تمتلكه اليوم من اسباب القوة، تتحول اليوم إلى مقبرة للعدو، ومقتلة لجنوده.

وحول هذه النقاط وغيرها، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع ممثل حركة حماس في الجزائر، الاستاذ يوسف حمدان، وجاء نص الحوار على الشكل التالي:

جرائم الاحتلال سَتُنشئ جيلاً يحمل قدراً مضاعفاً من الرغبة في تقصير عمر العدو

منظمة هيومن رايتس وتش ادانت الاحتلال لانه حتى الان لم يقدم اي دليل على استخدام حماس للمستشفيات كقواعد عسكرية، وبالتالي يعتبر ما يقوم به الاحتلال من ضرب للمستشفيات، جريمة حرب، بالمقابل سمعنا جوزيف بوريل، يقول ان على حماس التوقف عن استخدام المستشفيات لأغراض عسكرية واستخدام الاطفال والنساء كدروع بشرية، من جهة اخرى طلبت حماس من بوريل سحب كلامه والاعتذار لان هذا افتراء، الا تعتبرون ان مثل هكذا كلام قد يؤدي الى قلب الحقائق والمواقف عند الرأي العام الغربي ويقف في وجه حماس؟

كل محاولات وضع سلوك العدو الإجرامي في إطار منطقي أو قانوني أو انساني ستصطدم بحقيقة أننا أمام عدو مجرم نازي ليس له قاع في مستوى الإجرام الذي يمكن أن يصل إليه، وكل سردياته التي يقدمها عند ارتكابه لجرائمه تأتي ضمن استراتيجية الإلهاء وحرف النظر، أو صناعة دائرة تركيز لجذب الرأي العام باتجاهها على حساب ما يجري في باقي أجزاء المشهد الدموي الذي تصنعه قوات الاحتلال كل لحظة في غزة.
وبالتالي مجاراة الاحتلال في اثبات كذب سرديته وتفنيد أدلته المفبركة تأتي في سياق التصدي ومزيد من فضح جرائمه ليس أكثر وإلا فالعدو لا يلقي بالاً لأخلاقية المعركة ولا للتبعات القانونية لجرائمه، فهو يتصرف ككيان فوق القانون الدولي، واللغة الوحيدة التي يفهمها وتؤثر في قراراته هي لغة القوة.
العدو يخسر في معركة السردية وتتقلص أمامه مساحات الرأي العام تدريجياً سيما بعد فضيحة فبركة أدلة لتبرير احتلال وتدمير مستشفى الشفاء، ويمكن من خلال اطلالة على الإعلام العبري اكتشاف حجم السخرية والتندر من داخل الكيان على سردية العدو والفشل الاستخباري الذي يكرره العدو ومن خلفه واشنطن التي تورّطت معه في هذه الخديعة والجريمة الموصوفة.

الحرب التي يشنها جيش الاحتلال على غزة حرب ابادة فعلية.. يستهدف فيها الاطفال والنساء والرجال دون تمييز.. وفي المقابل يواجه المدنيون العزل هذه الحرب بصلابة واستعداد للتضحية قل نظيرهما.. كيف ترى الصورة بدلالاتها الوطنية وابعادها السياسية؟ ما الذي يجعل هذا الشعب قادرا على تحمل الصعاب الى هذا الحد؟

لا يوجد تفسير عقلي لحالة الصمود والثبات التي يظهرها شعبنا الفلسطيني في غزة، ولا يستطيع أي من علماء الاجتماع أن يفسر هذا النموذج الذي يسطّره شعبنا في التحدي والإصرار والإباء في وجه آلة القتل والتهجير، ثم آلة التجويع والتركيع.
صحيح أن الحركة تشتغل منذ سنوات طويلة على الحاضنة المجتمعية ضمن خطتها الاستراتيجة لإدارة المعركة مع العدو لحماية هذا الضلع الإنساني من السقوط تحت وطأة حصار ممتد لأكثر من 17 عاماً وانسداد الأفق الاقتصادي في وجه جيل كامل نشأ تحت الحصر وعائلات كاملة تعيش تحت خط الفقر لعقود طويلة، فقد حرصت الحركة وهي تبني قوتها العسكرية أن تقوي حاضنتها الشعبية والجماهرية والمجتمعية بمشاريع اقتصادية وبرامج اجتماعية دورية، وجهود تعبوية مستدامة ينخرط فيها كل المحاضن التربوية والاجتماعية، وتشارك فيها المؤسسات التنموية والخيرية والدعوية، لتأصيل جذر الصراع وحقيقته باعتبار الاحتلال هو السبب الأساسي لكل معاناة الشعب الفلسطيني، وتثبت الخيرية التي يتمتع بها هذا الشعب بالاصطفاء للرباط على أرض المحشر والمنشر، والانخراط في مشروع التحرير دفاعاً عن المسرى وفداء الأسرى، وبالتالي هذا الشعب يصبر ويثبت على أرضه في البعد الوطني كونه “شعب غير قابل للاستعمار” كما قال “مالك بن نبي” ، ثم هو يتمسك بحقه ويقدم كل هذه التضحيات في البعد العقدي كثمن تمهر به المنازل العليا في الجنان، رباطاً في سبيل الله “لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم”، في حالة انخراط كلية في مشروع التحرير والتفاف خلف خيار المقاومة.

وحشية جيش الاحتلال غير مسبوقة في التاريخ.. الى ماذا تُرجع هذا الأمر ذلك؟ وما هي الأهداف القريبة والبعيدة التي يسعى اليها جيش الاحتلال من هذه الجرائم البشعة؟

جرائم الاحتلال سَتُنشئ جيلاً يحمل قدراً مضاعفاً من الرغبة في تقصير عمر العدو

الاحتلال يعبر عن طبيعته النازية الإجرامية في هذه المعركة، ولكن ايضا يعبر عن حالة الانتقام التي يعيشها بعد الهزيمة التي مني بها يوم ال7 من اكتوبر، والممتدة منذ أكثر من 40 يوم، يجب ألا ننسى أن ما فعلته المقاومة من نصر على المستوى الاستخباري والأمني والنفسي أكبر بكثير من حجم الخسائر التي منيت بهذ العدو في المستوى المادي، لأن دلالات هذه الهزيمة تحيل مباشرة إلى انكشاف حقيقة هذا العدو ومدى امتلاكه لعوامل الهزيمة في داخله، وتدلل بشكل جلي على إمكانية هزيمته على يدي فصيل مسلح دون دخول قوى اقليمية في المنطقة أو تدخل دول وازنة عسكرية.
هذه الصورة التي رسمتها معركة طوفان الأقصى تمثل تهديد استراتيجي على وجود الكيان وقدرته على البقاء وليس على مستقبله فحسب، ولذلك العدو يتصرف بهذا المستوى من الإجرام لينتقم من الشعب الذي احتضن هذه المقاومة، وليحاول تحقيق صورة نصر أي كان هذا النصر سياسي أو عسكري ليعيد ترميم شيئاً من صورته التي مرغت في الوحل خلال المعركة، ولذلك هو يعمد الى تكرار نموذج “الضاحية” وما فعله في لبنان ليمارس كي وعي بشأن الثمن الذي يدفعه من يهدد وجود الكيان الغاصب، ولكن نحن نقول أن العدو الفاشل لن يحقق أي نصر سياسي او عسكري من خلال قتل الأطفال والنساء والمدنين ولن يكسر ارادة الشعب الفلسطيني في غزة، وكما خرج من الضاحية مدحوراً مهزوماً وخرجت المقاومة في لبنان أقوى وأشد بأساً، فستخرج غزة من تحت الرماد لتقف في وجه هذا الكيان الغاصب وتستأصله من على أرضنا الطاهرة، وكما خرجت الولايات المتحدة من افغانستان ومن فيتنام مدحورة، سيخرج هذا العدو من أرضنا وسينتهي آخر احتلال على وجه أرض بأيدي مجاهدينا الأطهار.

الانحياز السافر للادارة الاميركية وحليفاتها في الغرب، الى جانب الكيان الصهيوني، شكل ظاهرة فريدة!! ما اسباب ذلك برأيكم ؟ وكيف يضحي الغرب بكل قيمه الديمقراطية وصورته الاخلاقية لحماية هذه الجرائم المخزية؟

حتى نفهم سلوك الولايات المتحدة وحلف الشر الذي تشكل فوراً لإنقاذ الكيان الصهيوني من الانهيار أمام بأس المقاومة الشديد ينبغي أن نستذكر خلفية إنشاء هذا الكيان على أرضنا المباركة، وإرادة الغرب بالتخلص من اليهود حول العالم من خلال إلقائهم في فلسطين، ومن ثم استخدامهم كخنجر في جسد الأمة ويؤدي أدواراً وظيفية لتهديد أمن المنطقة واستنزاف مقدراتها وإشغالها في مشاكل داخلية تهدد استقرارها ومشاكل بينية تغذي الفرقة بين دول المنطقة.
وبالتالي تلقي الولايات المتحدة والحلف الغربي اليوم بكل ثقلها العسكري والسياسي والمالي والإعلامي لحماية الكيان والشراكة معه في هذه المعركة وضمان بقائه، سيما أن ارتدادات ما جرى يوم ال7 من اكتوبر ومعركة طوفان الأقصى، لن تتوقف على مشروع التسوية السياسية ووهم حل الدولتين، بل ستصيب مشروع التطبيع في مقتل وتعيد طرح كل الأسئلة الأخلاقية والوطنية والدينية على حكومات الدول المطبعة من قبل شعوبها الحرة التي لا تستطيع قبول هذه العلاقة مع عدو الأمة قاتل الأطفال والنساء.
وبالتالي كل المنظمات الدولية والحقوقية والأممية وجدت نفسه تسقط سقوطاً مدوياً في اختبار الإنسانية والاستقلالية نتيجة لعجزها على تنفيذ قرارتها الضعيفة، فضلا عن تبرير جرائم العدو أو السكوت عنها والتعامي عن هذا المستوى الإجرامي والانحياز للعدو المجرم على حساب الضحية.

اطفال غزة كانوا الضحية الاكبر للعدوان الاسرائيلي، والعنوان الاول لمظلومية هذا الشعب، كيف تحمل العالم هذه الصورة المنقولة مباشرة على الشاشات؟ وما قراءتك لردة فعل الطفل الفلسطيني على هذه المعاناة المريرة؟

جرائم الاحتلال سَتُنشئ جيلاً يحمل قدراً مضاعفاً من الرغبة في تقصير عمر العدو

لقد بنى هذا العدو في هذه المعركة جدارً من الدم لن يزيله الا زوال الإحتلال، إن مشاهد استهداف الأطفال ستبقى في الوعي الفلسطيني والوعي الجمعي كذكرى على مستوى إجرام الاحتلال، الأمر الذ سيخلق جيلاً يحمل في عقيدته الوطنية والقتالية معاني التحدي والانتقام لدماء الأطفال والنساء، وسينقلب هذا المستوى من الدموية وبالاً على العدو لينشأ جيل يحمل قدراً مضاعفاً من الرغبة في التحرر وتقصير عمر العدو على أرضنا.
وستبقى هذه الصور مخلدة في سجل الإنسانية كشاهد على جرائم العدو ومستوى وحشيته، وسنحكي لأطفالنا قصة البطولة والفداء والصمود والتحدي وكيف استطعنا أن نخرج من تحت الرماد نهتف باسم الإسلام والقدس والوطن والمقاومة ولا نعطي للعدو راية الذل وصورة الانكسار.
وسندرس في مناهجنا التربوية كيف كانت الديمقراطية الغربية تتعامى وتنحاز وتقف الى جوار المجرم، وتسكت عن القاتل الدموي وتمنحه الوقت ليمارس ساديته، في سقوط أخلاقي مدوي للعدالة الدولية وكل قيم الإنسانية التي تنادي فيها هذه المنظمات الأممية.

شاهدناك استاذ يوسف بإطلالة تقول فيها:” اطمئنوا على المقاومة، لديها أسلحة لم تستخدم حتى الان” وقلت بأن عدد المقاتلين الذين يخوضون المعركة هم أربعة ألاف ونحن نعلم بأن حماس والجهاد لديها أربعين ألف مقاتل، هل هذا يعني أننا أمام مرحلة مليئة بالمفاجآت؟

لقد أعدت المقاومة خطة الدفاع بالتوازي مع خطة الهجوم لمعركة طوفان الأقصى، والخطة الدفاعة تفترض الدخول البري وتضع له سيناريوهاته، وترسم تكتيكات المبادئة، الهجوم، الاستدراج، الصد، الالتفاف خلف خطوط العدو، والالتحام من نقطة صفر، وبالتالي المجاهدون الأبطال سطروا ولازالوا، ملاحم من البطولة والفداء، ستدرس في الأكاديميات العسكرية وستبقى محفورة في عقول وقلوب الأجيال، والعدو الصهيوني الذي يخفي خسائره من جنوده المرتزقة ولا يعلن إلا عما يضطر للإعلان عنه من مقتل ضباطه وجنوده، او ما توثقه المقاومة وتنشره للعالم، يعرف حجم الهزائم والخسائر التي يمنى بها على أرض غزة.

غزة التي خرج منها العدو الصهيوني عام 2005 بعد ان أصبح غير قادر على تحمل كلفة البقاء على أرضيها في الوقت الذي لم تكن فيه المقاومة تمتلك ما تمتلكه اليوم من اسباب القوة، تتحول اليوم إلى مقبرة للعدو، ومقتلة لجنوده، وهي عصية على الاحتلال الجبان الذي يستعرض قوته على الأطفال والمستشفيات والمرضى والمدنيين والنازحين.
إن هذا العدو لا يستطيع تحمل حرب استنزاف طويلة يجيدها مجاهدونا، ولا يقوى على مواجهة مباشرة مع أبطال المقاومة الذي يتسلحون بإيمان راسخ بمشروعهم الجهادي وبحقهم في أرضهم، ويتحركون على أرضهم التي يعرفونها وتعرفهم، يحمونها وتحميهم، وسيتحول بقاؤهم في شوارع غزة إلى كابوس ووبال على هذه الحكومة اليمينية المتطرفة وهذا الجيش النازي وجنوده ومرتزقته. وسيعذبهم الله بأيدي المؤمنين، وسيرون من بأس المقاومة الشديد ما يجعل من يوم اندحارهم خاسئين يوم نصر وعزة يذكرهم بهزيمتهم يوم ال7 من اكتوبر العظيم..
والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.

/انتهى/



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى