غير مصنف

اليمن تمكّن من تغيير المعادلات العسكرية التي مضى عليها العالم لقرون



وكالة مهر للأنباء _ وردة سعد: تميّز اليمن عن غيره من الحكومات العربية بمواقفه القيادية والشعبية المناصرة والمؤيدة الى ابعد حد للقضية المركزية، القضية الفلسطينية، فقرارات القيادة الحكيمة والواعية والتفاف الشعب حولها وتأييده لها ادهش العالم سيما بقوته العسكرية والتقنية في البحر الاحمر والمواجهة المباشرة مع السفن الاميركية والبريطانية الداعمة للكيان المحتل.

وفضلاً عن الموقف الرسمي اليمني الداعم للقضية اللسطينية، هنالك الموقف الشعبي، فالمظاهرات المليونية الداعمة لفلسطين لم تتوقف منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى المباركة، وكل جمعة تزداد أكثر من سابقتها، ما يعطي اليمن ميّزة إضافية وهي توافق قرارات الرأي العام اليمني مع قرار الحكومة اليمنية.

وحول هذه العناوين وغيرها، أجرت مراسلة وكالة مهر للأنباء، الأستاذة وردة سعد، حواراً صحفياً مع، رئيس لجنة الدفاع والأمن في مجلس الشورى اليمني اللواء يحيى محمد المهدي، وجاء نص الحوار على النحو التالي:

تخوض القوات المسلحة اليمنية حربا حقيقية في البحر الاحمر في مواجهة الاساطيل الاميركية والبريطانية.. معادلة تبدو في الظاهر غير متوازنة، لكن المعطيات الميدانية تشير الى عكس ذلك.. ما هي الدلالات السياسية والعسكرية لهذه المواجهة بين اليمن والتحالف الاميركي؟

اشكركم على استضافتنا والاهتمام بهذه القضية التي تعتبر القضية المركزية الاولى للأمة العربية والإسلامية، واهتمامكم بها يدل على ان هناك اهتمام بقضايا الامة الكبيرة، وانها بالصدارة عندكم وعند كل احرار العالم.
الدلالات السياسية والعسكرية لهذه المواجهة بين اليمن والولايات المتحدة الاميركية دلالات كبيرة واستراتيجية واستطاعت اليمن بفضل الله ان تغير المعادلة، وتغير الاستراتيجية العسكرية التي مضى عليها العالم لقرون من الزمن بأن الكثرة تغلب القلة، وبأن من يمتلك اكبر الاسلحة والعتاد العسكري يتغلب على القوة القليلة الصغيرة من الأسلحة.
في بداية الامر كان الدخول لهذه المعركة هو دخول من واجب ديني وانساني واخلاقي وشرعي حتى لو لم نكن نمتلك اي سلاح على الاطلاق ولكن كان هناك سلاح كبير جدا وهو السلاح الذي لا يمتلكه الاعداء وحتى معظم الدول العربية والإسلامية والمتمثل بسلاح الايمان، هذا السلاح الذي تسلح به ابناء اليمن والقيادة الثورية لليمن، والقيادة السياسية والعسكرية للجيش اليمني واليمن بأكمله، يتسلحون بسلاح الايمان بسلاح القوة والثبات وهذا السلاح ارعب الاعداء واثبت وجوده في المعركة وما يزال يثبت وجوده في كل المعارك بشكل كبير وواضح وجلي للعيان.

في بداية المعركة وبعد اعلان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله الدخول في هذه المعركة نصرة للمستضعفين على ارض فلسطين من الاطفال والنساء والرجال؛ اولئك الذين يمطرون بالقنابل والصواريخ الاميركية والبريطانية والاسرائيلية بشكل هستيري ويرتكبون فيهم الإبادة الجماعية والمجازر البشعة، كان لا بد من اتخاذ موقف قوي وجريء، وكانت هذه الخطوة التي أعلنها السيد القائد حفظه الله خطوة جريئة فعلا بكل ما تعنيه الكلمة وخطوة قوية، اتخاذ الموقف بحد ذاته كان مؤثرا وكان كبيرا جدا بأن يعلن السيد القائد من اليمن الدخول في معركة الدفاع عن ارض فلسطين ومهما كلف ذلك من ثمن، وكان بثقته بالله سبحانه وتعالى وتوكله على الله عز وجل يعلم يقينا انه سينتصر في هذه المعركة، حتى وان كانت الصواريخ والطيران المسير لا ترتقي الى ما يمتلك العدو من تكنولوجيا حديثة وأسلحة متطورة ، لكن الاعتماد على الله سبحانه وتعالى، الثقة بالله عز وجل، التوكل على الله ” وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى” اتخذت هذه القيادة واعدت العدة واستعدت استعدادا كاملا للمواجهة، وهي تثق بأن هناك تغييرات استراتيجية في المعركة في البحر الاحمر وهذا ما ظهر في البحر خلال فترة قليلة جدا منذ بداية المعركة وحصار السفن الاسرائيلية، وتلاها بعد ذلك حصار السفن الاميركية والبريطانية لانها حضرت كي تفك الحظر عن الحصار الإقتصادي لليهود للكيان الصهيوني الذي يفرض حصارا كبيرا على شعب مسلم بأكمله في غزة، وقام هذا الاميركي والبريطاني في الاعتداء على اليمن بضربات جوية، فلم يكن هناك من بد من استهداف السفن الاميركية والبريطانية وكذلك البوارج الاميركية والبريطانية وهذا ما ارعب العدو، وهذا ما جعل العدو يفكر كثيرا بالدخول بمعركة اكثر اتساعا وانتشارا لانه تفاجأ بالقوة اليمنية، وكان هناك تصريحات للقيادة المركزية الاميركية تقول بأنه لأول مرة يتم استخدام الصواريخ الباليستية لضرب السفن من قبل الحوثيين، وهذا لم يكن متوقعا بالنسبة لهم ان نكون نمتلك هذه القدرات وان نحول الصواريخ الباليستية لضرب السفن المتوجهة في البحر، وهذا شيء ازعجهم وارعبهم وتحدث عنه قائد الأسطول الاميركي الخامس الذي قال بأن صواريخ الحوثيين لا تستغرق سوى خمسة وسبعين ثانية منذ انطلاقتها ونحن نحتاج من تسعة الى خمسة عشرة ثانية لمواجهة هذا الصاروخ وهذا شيء صعب ومعقد، فكان هناك تغيير في المعادلة العسكرية لان الاعتماد على الله سبحانه وتعالى من قبل القيادة ومن قبل ايضا المعدين الذين أعدوا هذه الأسلحة لمواجهة العدو بشكل كبير جدا، فكان هذا التأثير الذي لم يكن يتوقعه احد.

الأوساط العسكرية الغربية تعيش حالة من القلق جراء ما يستخدمه الجيش اليمني من قدرات عسكرية _فاجأت الجميع_ في الحرب الجوية والبحرية .. فكيف تسنى لهذا البلد الذي لا يزال محاصرا وفي حالة حرب منذ تسع سنوات تعرض خلالها لعدوان متعدد الاطراف، ان يواجه قوة اميركية عاتية؟

باب المندب كان يسميه الغزاة والمحتلون والقادة السياسيون ويصفونه بانه نقمة على اليمن، ولكن اليوم بفضل الله تعالى تحول باب المندب الى نعمه على اليمن لاسباب كثيره اولها ظهور اليمن بشكل اكبر مما كان يتوقعه العالم وظهور اليمن بشكل مفاجئ للجميع بانه يخوض حربا عسكرية، ويخوض حربا جويه وبحريه وبشكل يستطيع فيها استهداف الاعداء وايصال الرسائل العسكريه اليهم مباشره وتجاوز منظومات الدفاعات الامريكيه والبريطانيه الاحدث في العالم ووصول الصواريخ والطيران المسير الى عمق البحار المتواجد فيه الاساطيل الامريكيه والبريطانيه ووصولها الى السفن التي جاءت هذه البوارج لحمايتها دون ان تستطيع ان تحميها، ودون ان تستطيع ان تدافع عنها، رغم ان اليمن لم يكن في حاله استعداد سابقه من التصنيع الحربي، واستيراد الأسلحة واستيراد الصواريخ من كل دول العالم كما تعمل بقيه الدول العربيه والإسلامية، وبل كان يخوض حربا استنزفت معظم القوة اليمنية بشكل كبير، لكن بفضل القيادة المباركة، بفضل قيادة قائد ثورة ال 21 من سبتمبر السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله الذي اعاد الى اليمن هيبته، واعاد الى اليمن عزته واعاد لليمن كرامته واعاد لليمن هيبته بين دول العالم، استطاع السيد حفظه الله بأن يعمل على ايجاد التصنيع العسكري والتصنيع الحربي، واهتم بذلك اهتماما بالغا وقام الجيش اليمني الذي قد تسلح بالهويه الايمانيه، الجيش اليمني الذي ترسخت فيه الثقافه القرآنية التي اتى بها الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله عليه، وهو كان منهجه منهج القرآن، ومسيرته مسيره القران ، ومنهجيته واضحه بانه يدافع عن القضية الاولى للأمه المركزيه الاولى، واعلن انذاك قبل 22 عاما، اعلن بانه يقف موقف مغاير من كل دول العالم، واعلن شعار البراءه، وهو الهتاف في الموت لأمريكا و”إسرائيل”، واللعنه على اليهود والنصر للإسلام، وهذا كان سلاحا فتاكا مؤثرا ، فمنذ ذلك الزمن منذ قبل 22 عاماً في بدايه 2002 ونهايه 2001، عندما بدأ الشهيد القائد هذه المنهجيه الكبيره كان هناك انزعاج من الأمريكيين، وانتباه لما لهذا الفكر الذي يمكن ان يتطور، الذي يمكن ان يرتقي، الذي يمكن ان يصل الى ما وصل اليه اليوم، فبادروا للأسف الشديد بالحرب الأولى في 2004 للقضاء… كان الهدف منه القضاء على الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وكل من يحمل هذا الفكر المناهض والمعادي “لإسرائيل” ، ولكن ويأبى الله الا ان يتم نوره ولو كره الكافرون، استطاع الجيش اليمني من خلال خوضه للحروب المتتالية، اولا الحروب الداخلية التي اعلنها النظام الموالي لامريكا في 2002 وفي 2004 ، وما شنه من حروب متتاليه، حتى قامت الثوره الشعبيه على النظام، كل تلك الحروب اكسبت الشعب اليمني وخاصه انصار الله، اكسبتهم الخبره العسكريه، واكسبتهم كيف يطورون من انفسهم، وكيف يحافظون على قوتهم العسكريه وتطويرها، وكان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي من اوائل المهتمين بهذا الأمر، وهو ما يزال في صعدة تلك المحافظه البعيده والنائيه، والبعيده عن عاصمه اليمن، ولكن استطاع بفضل الله تعالى ان يغير النظر الى أنصار الله، من كما كان يسميهم النظام من “متمردين” الى قوة مؤثره في الداخل أولا، ثم أصبح قوة مؤثره على مستوى العالم بفضل الله سبحانه وتعالى، واستطاع ان يواجه مواجهه امريكيه متعدده الاطراف بشكل كبير جدا ، لأنه يحمل قضيه ، لأنه يحمل هم امة، لأنه يريد ان يدافع عن المستضعفين ، فقد صبر على الالام، وتحمل المشاق، وتحمل أعباء الحروب وهو لا يمتلك شيئا من السلاح، ولكن اليوم بفضل الله تعالى أصبح يمتلك بسبب ذلك الصبر وبسبب ذلك الجلد وبسبب ذلك الثبات الكبير الذي استطاع من خلاله السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي ان يلملم جراح المجاهدين بعد استشهاد الشهيد السيد القائد بدر الدين الحوثي في عام 2004 ، وان يعيد لانصار الله ومكون انصار الله الايمان بالله وبالنفس والاستعداد للمولجهة، فحينما كانوا على ثقة وعلى ارتباط مباشر مع الله سبحانه وتعالى كان الله تعالى معهم وحقق ما لم يتحقق لغيرهم.

اظهر الجيش اليمني قدرات عسكرية متميزة من حيث التقدم التقني والمعرفي من جهة، ومستوى التصنيع والانتاج من جهة اخرى.. وهو ما اثار الأسئلة عن الجهات التي زودت اليمن بهذه التقنيات!! فهل لديكم تفسير لذلك؟ وكيف تمكّن اليمن في الظروف الاقتصادية الصعبة التي يواجهها ان ينجز هذه القفزة التكنولوجية ؟

بفضل الله تعالى أظهر الجيش اليمني قدرات عسكرية فعلا متميزة من حيث التقدم التقني والمعرفي، وذلك ربما يثير الاسئلة بشكل كبير جدا كيف زودت اليمن بهذه التقنيات ومن الذي زودها وكيف زودها؟ هذه التساؤلات طبيعي ان تطرح، لانهم كانوا يريدون من اليمن ان يكون جيشا لا يمتلك هذه التقنيات ولا يمتلك التصنيع والإنتاج بأي وسيلة من الوسائل بل بالعكس تم تدمير الاسلحة والصواريخ الدفاعية التي كانت تستوردها اليمن من الاتحاد السوفياتي ومن امكنة اخرى، فتم تدميرها على يد السفير الاميركي والملحق الاميركي في صنعاء في عام 2005-2014 قبل قيام ثورة سبتمبر وهذا يدل على ان هناك منهجية لاستهداف القوة لدى الجيش ولكن الذي تميزت به اليمن اليوم، انها استطاعت بفضل الله تعالى ان تتقدم تقنيا وعلميا ومعرفيا في هذه المجالات سيما في صناعة الصواريخ والطيران المسير، واليمن كغيرها من دول العالم يمكنها الاستعانة بالخبرات الدولية من اي مكان في العالم ، وهذا ليس معيبا وليس فيه شيء من الخطأ بل الخطأ والاشكالية حينما يعتمد اليمن على غيره للدفاع عن نفسه، اليمن اعتمد على نفسه واستفاد من تجارب الاخرين واستفاد من تجارب القوة الصاروخية الصاعدة في بعض الدول، وبفضل الله وباهتمام القيادة الثورية المباركة كان هناك عدد كبير جدا من ابناء اليمن من الشباب المجاهدين المؤمنين المخلصين الذين تعمقوا في الدراسة وفي التصنيع رغم انهم لم يكونوا قد وصلوا الى مستويات عليا ولكن كما قال الله تعالى:” واتقوا الله ويعلمكم الله” فانهم كانوا يعتمدون على الله سبحانه وتعالى لتوسيع مداركهم وفهمهم بشكل كبير، بالإضافة الى الإستفادة من بعض الدول كما أشرت والتي من خلالها معرفة التقنيات الحديثة، ويعود الفضل لمحور المقاومة الذي كان له الفضل الكبير في تزويد اليمن بالمعلومات والدراسات المتتالية التي أفادت القوة الصاروخية والطيران المسير، واستطاع ابناء اليمن اليوم الاعتماد على أنفسهم وعلى قدراتهم وعلى شبابهم في التصنيع داخل اليمن وبأدوات يمنية محلية حتى وصلوا الى هذه المرحلة التي اصبحت مرعبة ومزعجة للاميركيين، كيف استطاع اليمن ان يقفز هذه القفزة النوعية التكنولوجية، ويتهمون إيران طبعا بانها هي التي زودت اليمن بالصواريخ وبالطيران المسير وإلى الان لا يعترفون بالصواريخ التي يتم إطلاقها بأنها يمنية ويدعون بأنها إيرانية.. وانا شاهدت مقابلة وزير الصناعة الايراني السابق وهو يتحدث عن طوفان الاقصى وعن حركة حماس وعن الانفاق وانه زارها وغير ذلك، وقال مما قاله انه سأل الشهيد قاسم سليماني سلام الله عليه عن الصواريخ والطيران المسير الذي يراه في اليمن كون الوزير قد خرج من الوزارة قبل مجيئ الشهيد سليماني فيجيبه الحج قاسم إجابة صادمة لم يكن يتوقعها حين قال هل تعلم بأن الشباب في اليمن لديهم القدرة والامكانية افضل من الشباب لدينا في ايران، وترى هذه الصواريخ والأسلحة هي صناعة يمنية خالصة، هذه شهادة من وزير الصناعة الايراني السابق، وشهادة من الشهيد الكبير الحاج قاسم سليماني بوصول اليمنيين الى أرقى التكنولوجيا الحديثة بفهمهم بوعيهم بتعمقهم في الدراسة لماذا كل ذلك ؟ لانهم بأمس الحاجة لان يصلوا الى هذه المرحلة حتى يواجهوا الاعداء، فأبناء اليمن يعدون انفسهم لانهم يدافعوا عن القضية المركزية للأسلام والمسلمين ويدافعو عن المسلمين في اقطار الارض بأكملها.

لماذا تميز اليمن عن بقية الدول العربية، سواء على مستوى الحكومات والشعوب، بموقفه الوطني الداعم والمضحي لنصرة الشعب الفلسطيني؟ وما دور القيادة اليمنية وبصيرتها البعيدة في تحديد الخيارات الصحيحة لشعبها؟

لا شك بأن اليمن قد تميز عن بقية الدول العربية والإسلامية بشكل كبير، وكانت مواقف الحكومة قوية جدا بسبب موقف القيادة لان القيادة اتخذت هذا القرار، لان هذه القيادة تسلم لها الحكومة والشعب دون استثناء..
قوة الموقف بسبب تبني هذه القضية كثقافة دينية وكثقافة اجتماعية واخلاقية وكذلك نصرة للمظلومين في ارض فلسطين، خاصة ان العالم بأغلبه تخاذل عنها، وهذا الموقف تم اتخاذه حتى لو كان هناك تضحية، حتى لو كان هناك عواقب وأثار سيئة سواء اكانت اقتصادية او عسكرية، فالشعب اليمني تعود على التضحية، وتعود على العطاء، ويثمر بعد ذلك انتصار كبير جدا، يثمر بعد نجاح بشكل لا يتخيله احد، فحينما تكون التضحية والفداء والعطاء هو لله وفي سبيل الله وللدفاع عن المستضعفين بأرض الله، فحينئذ سيكون النصر كبير بشكل لا يتوقعه احد، وهذا ما دفع القيادة اليمنية بهذه الحكمة والبصيرة البعيدة في تحديد الخيارات الصحيحة فعلا للشعب اليمني الابي الكريم، لان الله سبحانه وتعالى قد رسم كل ذلك في كتابه الله الكريم وقيادتنا قرآنية تعود للقرآن الكريم بكل مجالات الحياة وسيما في مواجهة الصهاينة والله سبحانه تعالى قال: “قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ” ايضا ان الله سبحانه وتعالى قد وعد بالنصر لكل من ينصر الله، فالقيادة تمضي وقد استفادت من التجارب الكثيرة ومن الحروب المتتالية بأن النصر صبر ساعة، وبأن الصبر على المصائب وعلى المحن بأنه يصل للإنسان الى ابعد درجات خاصة اذا كان ذلك في سبيل الله تعالى خاصة عندما قال الله تعالى: “وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ” فلم يكن هناك اعتداء على اي دولة ولم يكن هناك اعتداء عل احد، وانما كان هناك دفاع، حتى اننا نلاحظ الان ان أميركا تدعو زورا وبهتانا انها تقاتل في البحر الاحمر دفاعا عن النفس، وكيف لأميركا الغازية والمحتلة والتي من مسافة الالاف الكيلومترات الى اليمن والبحر الاحمر وباب المندب، وهي ارض عربية ولا يمكن ان تكون أمريكية او بريطانية في يوم من الايام، وحماية الملاحة البحرية في هذه المنطقة تخص الدول المطلة على البحر الاحمر ولا علاقة لأميركا بها، ومع ذلك تدّعي بأنها تدافع عن نفسها لان اليهود يعلمون بأن سنة الله ثابتة، سنة الله في الذين خلت من قبل ولن تجد لسنة الله تبديلا..

اي دولة معتدية لا يمكنها ان تحقق النصر اذا واجهت أمة مؤمنة صابرة ثابتة مجاهدة تدافع بقوة وبكل ما اوتيت من قوة، حينئذ ستكون الغلبة لتلك الفئة ولو كانت قليلة.

الانجازات التي حققها الشعب اليمني في الاشهر الماضية تخوله لأن يتبوأ مكانة اساسية في المنطقة.. فكيف ستتعامل السعودية خصوصا وبقية دول الخليج مع هذه القوة البازغة والخطاب السياسي المتقدم؟ وهل ترى ان ذلك سيؤثر على المستقبل الجيوسياسي للمنطقة؟

بفضل الله عز وجل بتمكينه لاوليائه المؤمنين كما قال في كتابه الكريم : ” ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الارض ونجعلهم ائمة ونجعلهم الوارثين…” هذه الانجازات الكبيرة التي حققها الشعب اليمني خاصة في الاشهر الماضية قد اوصلت اليمن الى أرقى مستوى، وإلى ان يتبوأ مكانة اساسية في المنطقة وان يكون قوة فاعلة ومؤثرة، ولذلك نلاحظ ان الدول الخليجية قد استشعرت ذلك وعرفت بأن اليمن لم يعد كما كان قبل 2015 قبل بداية العدوان عليه من قبل دول الخليج ومن معها، وبأنه اصبح قوة فاعلة ومؤثرة ولديه من الخيارات العسكرية ما يرغمهم على الخضوع وعلى الاستسلام والاعتراف باليمن كقوة فاعلة ومؤثرة وقوية، ولذلك السعودية والإمارات وبقية دول الخليج رفضت ان تدخل في التحالف الذي دعتهم اليه امريكا في البحر الاحمر تحت مسمى حماية السفن التجارية او حماية الملاحة البحرية، فرفضت هذه الدول لانها قد علمت قبل ان نصل الى هذه المواجهة المباشرة، لانها جربت قوة بأسنا، وجربت دقة اصاباتنا وصواريخنا وطائراتنا المسيرة والتي كان تسديد رمياتها بفضل الله تعالى وقد حققت هزائم منكرة بالنسبة للسعودية والإمارات، وعرفت الأمارات والسعودية خاصة وبقية دول الخليج المنضوية تحتها بأن الدفاعات الجوية التي كانت لها من أميركا وبقية دول العالم لم تغنى عنهم شيئا، ولم تستطع ان تسقط صواريخنا وطائراتنا المسيرة بل وصلت الى منشآتهم النفطية، وحتى وزارة الدفاع السعودية والى مطار ابو ظبي، ففي كل هذه المراحل فشلت كل الدفاعات رغم بذلهم لمئات المليارات من اجل حماية انفسهم، لكنهم استشهدوا بأن اليمن اصبح قوة مؤثرة وفاعلة، اما بالنسبة لما وصل اليه اليمن اليوم من قوة اكبر وتأثير اكبر، فلا شك ان السعودية ودول الخليج اكثر تسامحا مع اليمن، واكثر استعطافا وسيقدمون التسهيلات وما الى ذلك لكي لا يكووا بنار اليمن مرة اخرى، لانهم يريدون كما يقولون ان يعيشوا بسلام، وان اردت السلام فأحمل السلاح كما يقول المثل الاميركي الذي يهيمن به على العالم، فنحن اليوم عندما اصبحنا قوة رادعة بفضل الله تعالى وتمكنا من هذا السلاح الذي نمتلكه، أضافة الى سلاح القوة وسلاح الايمان، وقوة الموقف سيغير بلا شك المستقبل الجيوسياسي للمنطقة، وستكون الكلمة الفصل اليمن المتمثلة في صنعاء وليس اليمن المنبطح وليس اليمن الذي يتعين وزرائه من قبل دول الخليج والسفارة الاميركية والبريطانية وليس اليمن الذي يخضع للاملاءات ، والذي يقبل نهب الثروات، ولكن اليمن الذي سوف يحدد الاستقلال الكامل لليمن بأكمله، ونيل السيادة كاملة جغرافيا وسياسيا واقتصاديا وفي القريب العاجل ان شاء الله تعالى لان الله سبحانه وتعالى يقول:” ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم” فاليمن قام بهذه العملية الكبرى وهي مواجهة امريكا وبريطانيا واسرائيل بشكل مباشر لماذا؟ من اجل نصرة المستضعفين وإجابة لله سبحانه وتعالى، والله تعالى قال:”ان تنصروا الله” نصرة لله عز وجل وكان الجواب الشرط ان تنصروا الله ينصركم، جزاؤه ان يثبت اقدامكم، فكان النصر والتثبيت من قبل الله سبحانه وتعالى وليس في مجال واحد او المواجهة مع أميركا فقط، انما في المواجهة المباشرة مع امريكا بشكل اساس وايضا بقية المجالات التي ستحقق بما فيها انتصارات كبرى بسبب موقفها من المستضعفين ووقوقها الى جانبهم في غزة وتقديم التضحيات الكبرى من اجل الله وفي سبيل الله.

/انتهى/



Source link

زر الذهاب إلى الأعلى