في ظلال طوفان الأقصى..نتنياهو يهزأ بالقمة الإسلامية ويستخف بقراراتها
لم يأبه نتنياهو وقادة الكيان الصهيوني بالقمة الطارئة
لم يأبه نتنياهو وقادة الكيان الصهيوني بالقمة الطارئة، ولم يقلقوا بشأن قراراتها، ولم يخافوا من مخرجاتها، وكأنهم كانوا يعرفون مستوى حضورهم، ودرجة جديتهم، ومضمون توصياتهم، ويدركون أنها لن تكون أكثر من منبرٍ إعلامي، لبيع الوهم وخداع الشعوب، وتنفيس الغضب وتبديد حالة الاحتقان الشعبية المتصاعدة ضدهم، ولن تشكل كلمات قادتها خطورةً، إذ لن تتجاوز الخطابات الرنانة، والكلمات العاطفية وعبارات التضامن المشروخة، وكلمات الشجب والإدانة والاستنكار، والدعوة إلى وقف العدوان ورفع الحصار، والسماح بإدخال المؤن والوقود والمساعدات الغذائية.
لم يراع نتنياهو “أصدقاءه” من قادة الدول العربية ولم يستر عيوبهم
لم يراع نتنياهو “أصدقاءه” من قادة الدول العربية والإسلامية، ولم يستر عيوبهم أو يحفظ أسرارهم، ولم يكن لبقاً أو لائقاً في التعليق على قمتهم، إذ قال “أنني مطمئنٌ إلى قرارات القمة، فهم يعلمون أن مصالحهم معنا “الكيان”، وأن من صالحهم القضاء على حماس، وخروجها من المشهد السياسي والقضاء على مظاهرها السلطوية”، وكان وقد وصفها بالداعشية والدولة الإسلامية، وحاول تشويهها بالحديث عن انتمائها وأصولها التنظيمية، وكأنه يعتدي عليها فقط ولا يعتدي على الشعب الفلسطيني كله، بكل فئاته واتجاهاته، وأحزابه وتنظيماته.
وبلغ الأمر ببعض الإعلاميين الإسرائيليين أن يتهم القمة بالنقص والتقصير، إذ لم توجه دعوةً إلى “بلاده” للمشاركة فيها، التي تعتبر “بزعمهم” جزءاً أصيلاً من نسيج المنطقة، فهي جار “طيب” للعديد من دولها، وشريكٌ كبيرٌ معها، وبينهم من الاتفاقيات والمصالح المشتركة، أكثر بكثير مما بين بعضها البعض.
ينبغي على قادة الدول الإسلامية الحفاظ على الخلق الإسلامي النبيل
كان ينبغي على قادة الدول العربية والإسلامية، لو أنهم أرادوا الرفعة والمقام الكريم، وسعوا نحو العزة والذكر الجميل، وحافظوا على الشهامة والشرف العربي الأصيل والخلق الإسلامي النبيل، أن يحمروا عيونهم، وأن يرفعوا أصواتهم، ويشددوا على مواقفهم، ويهزوا عصاتهم ويرفعوا من مستوى تهديداتهم، وأن يتضامنوا فيما بينهم ليقووا صفهم، ويوحدوا كلمتهم، ويردعوا المتغولين علينا وعليهم، ويصدوا المعتدين على شعبنا وأمتهم، فبهذا يخرسون عدوهم ويخيفونه، ويردعونه ويرهبونه.
بقلم الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني د. مصطفى يوسف اللداوي
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: