العقل نعمة لاتضاهيها نِعمة في العظمة
بيروت ـ إکنا: إن العقل نعمة لا تضاهيها نِعمة في العظمة والسُّمُوِّ، ويكفي في الدلالة على عظمته أننا جميعاً ندَّعيه، وأننا جميعاً نُبعِدُ عن أنفسنا صِفة الجهل، ولا نقبل من أحد أن يرمينا بها، إذ نعتبر ذلك إهانة لنا.
ونقتصد في جميع أمورنا ولا نُسرف، ونَعِدُ فلا نُخلف، ونَحلُم عند الغضب، ونداري الناس، ونخاطبهم على قدر ما يفهمون ويَعْقِلون، ونتجنَّب الحديث بما يُنكرون، ونتَّعِظُ بالتجارب ونستفيد منها، ونستغِل فُرَصَ الخير، ونَتَّهِم آراءنا، ونستنصح الناصحين، ونعتمد على أعمالنا لا على أمانينا وآمالنا، ونحترم الناس، ونتواضع لهم، ونقدِّرُ جهودهم، ونُنزِلَهم منازلهم، ولا نستَخِفُّ بأحد منهم، ونعترف بالحق قبل أن يُشهَدَ علينا، ونصادِق العقلاء، ونتجنب مصادقة الجُهلاء، ونُسَلِّم للقضاء، فنحن عُقلاء.
إن واحداً مِمّا يختبر به عقل المرء الكلام، لأنه يُظهر مكنونه، كما جاء عن الإمام أمير المؤمنين (ع)، فقد رُوِيَ عنه أنه قال: “يُنبِئُ عَن عَقلِ كُلِّ امرِىً ما يَنطِقُ بِهِ لِسانُهُ” وقال: “كَلامُ الرَّجُلِ ميزانُ عَقلِهِ” فإذا كان يقول حقاً وصدقاً وينطق بالحكمة، والموعظة الحسَنَة، وما فيه نفع للناس، وما لا تُنكِره العقول، ويتجنَّب الفُحشَ والهذر واللغو والثرثرة دَلَّ ذلك على كونه عاقلاً. وإذا كان يقول خلاف ذلك دَلَّ على جهله.
وفي جوهرته الكريمة التي تصدَّرت هذه المقالة يطرح الإمام (ع) معياراً آخر يُختَبَر به عقل المَرء وهو سُرعة بديهته، والبديهة: مَلَكَةٌ تقود صاحبها على سرعة الفهم، والإدراك، والجواب السديد من غير إِعْمال فِكر، ولا قصد، ولا نظر.
بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي
تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي: