مجلس إدارة “هارفارد” يرفض استقالة رئيسة الجامعة كلودين غاي بعد أزمة “معاداة السامية

وجاء في بيان مؤسسة هارفارد: “كأعضاء في مؤسسة هارفارد، نؤكد اليوم من جديد دعمنا لقيادة الرئيس غاي المستمرة لجامعة هارفارد”. وأضاف: “تؤكد مداولاتنا المكثفة ثقتنا بأن الرئيس غاي هو القائد المناسب لمساعدة مجتمعنا على التعافي ومعالجة القضايا المجتمعية الخطيرة للغاية التي نواجهها”.

وأعلنت مؤسسة هارفارد، أعلى مجلس إدارة بالجامعة، القرار صباح الثلاثاء بعد اختتام اجتماع مجلس الإدارة يوم الإثنين. وأضافت المؤسسة في بيانها: “في هذا الوقت المضطرب والصعب، نقف بالإجماع لدعم الرئيس غاي”.

ولكن لا تزال هناك انتقادات قوية لغاي، وقد لا يكون بيان الدعم الصادر عن مجلس الإدارة هو الكلمة الأخيرة في هذا الشأن. وكانت غاي في موقف صعب منذ شهادتها التي تعرضت لانتقادات واسعة النطاق حول معاداة السامية في الجامعات الأمريكية أمام لجنة بمجلس النواب قبل أسبوع. منذ ذلك الحين، استقالت رئيسة UPenn ليز ماجيل، التي أدلت بشهادتها إلى جانب غاي، وبعض المانحين والسياسيين البارزين دعا إلى الإطاحة بغاي.

كان أكثر من 500 من أعضاء هيئة التدريس في جامعة هارفارد الأمريكية قد وقعوا على عريضة لدعم رئيسة الجامعة كلودين غاي، التي أعلنت استقالتها الأحد، مجبرة على خلفية دفاعها عن المظاهرات داخل الحرم الجامعي الداعمة لغزة، مؤكدة أن ذلك “حرية تعبير”.

ووفقاً لصحيفة نيويورك تايمز، فإن رئيسة الجامعة تم استدعاؤها قبل أيام إلى لجنة التعليم والقوى العاملة بالكونغرس الأمريكي. وخلال جلسة الاستجواب في الكونغرس، شبه عدد من أعضاء اللجنة دعوات بعض الطلاب المتظاهرين لانتفاضة جديدة، في إشارة إلى الانتفاضة الفلسطينية ضد إسرائيل عام 1987، بالتحريض على “ارتكاب إبادة جماعية ضد الشعب اليهودي في إسرائيل والعالم”.

مظاهرة مؤيدة لفلسطين في جامعة هارفارد بالولايات المتحدة

وعندما سُئلت غاي ما إذا كان هذا النوع من الشعارات يتعارض مع قواعد السلوك في جامعة هارفارد؛ أجابت غاي: “نحن نؤيد حرية التعبير، حتى لو كان ذلك يتعلق بآراء مرفوضة ومهينة وبغيضة. عندما يتحول الخطاب إلى سلوك ينتهك سياساتنا، بما في ذلك السياسات المرتبطة بالتحرش أو التنمر. نتخذ تدابير”. لكن تعليق غاي لم يكن مقنعاً للجنة، التي طالبتها بالاستقالة.

عريضة تضامن 

وعقب ذلك اجتمع أكثر من 500 عضو هيئة تدريس في جامعة هارفارد لدعم غاي موقعين على عريضة تدعو إلى “أقوى مقاومة ممكنة للضغوط السياسية التي تتعارض مع الحرية الأكاديمية في هارفارد”.

في سياق موازٍ، فقد سبق أن استدعت اللجنة في 5 ديسمبر/كانون الأول 2023 كلاً من رئيسة جامعة بنسلفانيا إليزابيث ماغيل، ورئيسة جامعة هارفارد كلودين غاي، ورئيسة معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) سالي كورنبلوث إلى جلسة “محاسبة رؤساء الجامعات ومكافحة معاداة السامية”.

وكان الهدف من الجلسة تناول حوادث معاداة السامية في الحرم الجامعي، وتمت دعوتهم للإجابة عن الأسئلة حول تصريحاتهم في نطاق الجلسة التي عقدت.

وأمضت رئيسات الجامعات الثلاث ساعات في الإجابة عن أسئلة حول الإجراءات التأديبية ضد الطلاب بشأن القضايا المتعلقة بمعاداة السامية، وكيف تمثل الجامعات وجهات نظر مختلفة، والأمن في الحرم الجامعي.