غير مصنف

احتلال غزة باسم رمزي جديد


شفقنا-بينما يتعرض رئيس الولايات المتحدة جو بايدن هذه الأيام لضغوط شديدة داخل الولايات المتحدة وخارجها بسبب حجم الجرائم التي ترتكبها إسرائيل، إذ وفي أحدث الحالات دخل نحو ألف من أنصار فلسطين إلى المؤتمر الديمقراطي في كاليفورنيا وتسببت في نهايتها المبكرة؛ علق في مقال نشره في صحيفة واشنطن بوست، على مصير فلسطين وغزة بعد الحرب وكتب: تمشيا مع جهود السلام، يجب في نهاية المطاف أن تخضع غزة والضفة الغربية لإدارة واحدة، وهذه هي النسخة المتجددة من السلطة الفلسطينية.

وفي نفس المقال ذكر بايدن أن الهجرة القسرية وإعادة الاحتلال وحصار غزة لا ينبغي أن تكون على جدول الأعمال، وحل القضية الفلسطينية هو حل الدولتين وكتب: لقد أرسلنا أسطولين إلى المنطقة لمنع انتشار الحرب من غزة إلى أجزاء أخرى من المنطقة.

تجدر الإشارة إلى أنه منذ الأيام الأولى لحرب غزة، وخاصة منذ أن بدأ الجيش الصهيوني بدخول هذه المنطقة بريا، كانت القضية الأساسية هي أي مجموعة أو ادارة ستدير هذه المنطقة في المستقبل حال إعادة احتلالها على يد إسرائيل. في هذه الأثناء، تحدث البعض عن مجموعات ومراقبين دوليين، والبعض الآخر تحدث عن مفاوضات سرية مع السلطة الفلسطينية.

 لكن هناك نقطتان مهمتان في هذا الصدد؛ أولا، ردا على اقتراح بايدن تسليم غزة إلى السلطة الفلسطينية، قال نتنياهو بوضوح إن هذه السلطة غير قادرة على إدارة هذه المنطقة بعد الحرب بهيكلها الحالي.

فترة غير محددة

ومن ناحية أخرى، فبينما أعلن مرارا أن أمريكا ضد إعادة احتلال إسرائيل لغزة والكيان الصهيوني أكد هذه المسألة، إلا أن رئيس وزراء هذا الكيان أعلن قبل أيام أنه بعد الحرب، سوف نستعيد السيطرة الأمنية على غزة لفترة غير محددة ويعتقد بعض المحللين أن هذه المحادثات تظهر أن إسرائيل وضعت خطة لإدارة غزة في المستقبل بعد الحرب، وبما أن السلطة الفلسطينية ليس لديها أي مبادرة عملية في الضفة الغربية، فإنها تنوي بالتنسيق مع الولايات المتحدة وداعميها الغربيين وبالاستفادة من اسم السلطة الفلسطينية الرمزي ان تسيطر على هذه المنطقة؛ لأن السيطرة الأمنية ستعني السيطرة الكاملة على مصير غزة في مرحلة ما بعد الحرب.

وفي هذا الإطار شهدنا بأنه وبالإضافة إلى يوآف غالانت، وزير الحرب في الكيان الصهيوني، الذي ادعى أنه في نهاية الحرب سيتم تدمير حماس، ولن يكون هناك أي تهديد عسكري من غزة ضد إسرائيل، وهذا النظام لن يبقى في غزة، فان جوزيب بوريل مسئول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي أعلن في المؤتمر السنوي للسياسة الخارجية والأمن المنعقد في البحرين: بأنه بعد انتهاء الحرب، فقط السلطة الفلسطينية تتمكن من إدارة غزة.

طُرحت هذه التصريحات في وقت زعم أنه لا مستقبل لحماس وذلك في لقاء مع محمود عباس، رئيس “السلطة الفلسطينية”، ومحمد اشتية، رئيس وزراء السلطة في الضفة الغربية.

لا يوجد اتفاق

هذا ونقلت وكالة رويترز في تقرير يشير إلى صراعات إسرائيل الدموية والطويلة الأمد في مستقبل غزة، عن ستة مسئولين أمريكيين وإقليميين بالإضافة إلى أربعة دبلوماسيين: ليس فقط الأفكار التي طرحتها أمريكا، وإسرائيل والإمارات العربية المتحدة فيما يتعلق بإدارة قطاع غزة لم تحمل أي نتيجة، لكن المخاوف بشأن تورط إسرائيل في عملية طويلة الأمد في هذه المنطقة تزايدت أيضا.

في الحقيقة أن استمرار العمليات الإسرائيلية في شمال قطاع غزة أثار قلق بعض المسئولين الأميركيين والعرب من احتمال أن يكون مصير إسرائيل هو نفس مصير أميركا في أفغانستان والعراق. وبحسب بعض الدبلوماسيين، إذا تمت إزالة حكومة حماس في غزة، بسبب تدمير هذه المنطقة، فسوف ينتفض الناس الغاضبون ضد الجنود الإسرائيليين.

القضاء على حركة حماس

وفي هذا الصدد، يبدو أنه بالإضافة إلى الولايات المتحدة، فإن بعض الدول العربية توافق أيضا على القضاء على حركة حماس، لكن القضية الأساسية هي أنه لا يوجد إجماع بينها بشأن إدارة هذه المنطقة، لأنهم يتحدثون عن السلطة الفلسطينية في وقت يقود هذه التشكيلات محمود عباس البالغ من العمر 87 عاما، والذي يواجه الآن أزمة خلافة، وسلم السيطرة على غزة إلى حماس في عام 2007 ويواجه اتهامات بالفساد وعدم الكفاءة في الضفة الغربية.

بالإضافة إلى ذلك، ذكرت رويترز في مقابلة مع محمد دحلان، رئيس الجهاز الأمني في غزة قبل تسليمها إلى حماس عام 2007: رغم أن اسمه يذكر من قبل بعض المسئولين الغربيين كمرشح لإدارة غزة في مرحلة ما بعد الحرب يقول دحلان بوضوح: إذا كانت إسرائيل تظن أن تشديد سيطرتها على غزة سينهي الحرب، فهي مخطئة بشدة، ليس فقط لأنه لن يستسلم أي من قادة ومقاتلي حماس، بل إن إسرائيل قوة احتلال والشعب الفلسطيني سوف يتعامل معها كقوة احتلال.

هناك نقطة أخرى جديرة بالملاحظة وهي أن الإمارات العربية المتحدة، حيث يعيش دحلان، تدعمه أيضا في القيادة المستقبلية لغزة؛ لكنه يقول: لا أنا ولا أي شخص آخر يريد إدارة منطقة مدمرة دون مسار سياسي واضح في المستقبل، لأنني لم أر أي علامة من أمريكا أو المجتمع الدولي لمطالبة إسرائيل بوقف الحرب أو الدخول في المفاوضات الجادة لحل الدولتين.

تجدر الإشارة إلى أن الرئيس الأميركي جو بايدن أكد مرة أخرى أن إعادة احتلال إسرائيل لغزة هو خطأ كبير. ومع ذلك، لا تتعرض إدارة بايدن الآن لضغوط متزايدة لوقف قتل المدنيين والأطفال في غزة فحسب، بل إنها لم تر أي خريطة طريق ملموسة من إسرائيل للانسحاب من غزة، ولهذا السبب نقلت رويترز نقلا عن مسئولين في البيت الأبيض بأنه نظرا للخسائر الكبيرة في صفوف المدنيين، فإن المزيد من الفلسطينيين سيصبحون مقاتلين جدد في حماس أو غيرها من الجماعات المسلحة في المستقبل.

وفي هذا السياق قال أكثر من 12 شخصا من غزة في مقابلة مع رويترز إن الهجوم الإسرائيلي على القطاع خلق جيلا جديدا من المقاتلين. على سبيل المثال، أبو محمد (37 عاما)، موظف حكومي من مخيم جباليا للاجئين، يقول إنه يفضل الموت على الاحتلال الصهيوني. كما يؤكد: أنا لست من حماس، ولكن في أيام الحرب كلنا شعب واحد، وإذا دمروا المقاتلين سنحمل السلاح ونقاتل. قد يحتل إسرائيل غزة، لكنه لن يشعر بالأمان هناك ولو ليوم واحد.

المصدر: صحيفة اعتماد

————————

المقالات والتقارير المنقولة تعبر عن وجهة نظر مصادرها ولا تعبر بالضرورة عن وجهة نظر الموقع

————————–

النهاية



Source link

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى